Ads 468x60px

-

السبت، 14 يناير 2012

ماهو التوسل؟واقسامه؟

بسم الله والحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد: 


اولا:تعريف التوسل


فى اللغه: هو التقرب الى الشىء بالشىء , ومنه أن يتقرب شخص الى شخص بعمل معين , او بهدية معينه , او بقرابة او غيرها ليحصل له مايريد منه
فى الاصطلاح له تعريفان:
الاول: تعريف عام: وهو التقرب الى الله تعالى بفعل المأمورات وترك المحرمات. 
الثانى:تعريف خاص بباب الدعاء: وهو ان يذكر الداعى فى دعائه مايرجو أن يكون سببا فى قبول دعائه , او ان يطلب من عبد صالح ان يدعو له.


والتوسل فى أصله ينقسم الى قسمين:


القسم الاول: التوسل المشروع: وهذا القسم يشمل انواعا كثيرة , يمكن اجمالها فيما يلى :


1- التوسل الى الله تعالى بأسمائه وصفاته , كما قال الله تعالى ( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها .. الايات) , وذلك بان يدعوا الله تعالى باسمائه كلها , كأن يقول : اللهم انى اسالك باسمائك الحسنى ان تغفر لى , او ان يدعو الله تعالى باسم معين من اسمائه تعالى يناسب ما يدعوا به , كأن يقول : اللهم يارحمن ارحمنى , او ان يقول : اللهم انى اسالك بانك انت الرحمن الرحيم ان ترحمنى, او ان يدعو الله تعالى بجميع صفاته , كأن يقول : " اللهم انى اسالك بصفاتك العليا ان ترزقنى رزقا حلالا " , او ان يدعوه بصفه واحدة من صفاته تعالى تناسب مايدعوا به , كأن يقول : " اللهم انك عفو تحب العفو فاعفوا عنى " , او يقول مثلا : " اللهم انصرنى على القوم الكافرين انك قوى عزيز ".


2- الثناء على الله تعالى , والصلاة على نبيه محمد صلى  الله عليه وسلم فى بداية الدعاء , لما ثبت عن فضالة بن عبيد عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلا يدعو فى صلاته لما يحمد الله ولم يصل على نبيه صلى الله عليه وسلم , فقال : " عجل هذا " , ثم دعاه فقال له : " اذا صلى احدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبى صلى الله عليه وسلم , ثم ليدع بما شاء " , قال : وسمع رسول الله رجلا يصلى فمجد الله وحمده , وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم  , فقال عليه الصلاه والسلام : " ادع تجب , وسل تعطى " .
ومن ذلك ان يثنى على الله تعالى بكلمه التوحيد " لا اله الا الله " , التنى هى اعظم الثناء على الله تعالى , كما توسل به يونس عليه السلام فى بطن الحوت , ثم يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم , فيقول فى توسله مثلا : " لا اله الا الله , اللهم صلى على محمد , اللهم اغفرلى "  , ومن ذلك سورة الفاتحة , فشطرها الاول ثناء الله على تعالى واخرها دعاء .


3- التوسل الى الله تعالى بذكر وعده جل وعلى , كما فى قوله تعالى ( ربنا واّتنا ماوعدتنا على رسلك ولاتخزنا يوم القيامة .. الايات )
ومنه ان يقول الداعى : " اللهم انك وعدت من دعاك بالاجابه فاستجب دعائى "


4- التوسل الى الله تعالى بأفعاله جل وعلى , كأن يقول : " اللهم يامن نصرت محمدا يوم بدر انصرنا على القوم الكافرين " .


5- ان يتوسل العبد الى الله تعالى بعبادته القلبية , او الفعليه , او القولية , او غيرها , كما فى قولـه تعالى : ( انه كان فريق من عبادى يقولون ربنا امنا فاغفر لنا وارحمنا ) , وكما فى قصة الثلاثة اصحاب الغار , فأحدهم توسل الله تعالى ببر والديه , والثانى توسل الى الله تعالى باعطاء الأجير أجره كاملا بعد تنميته له , والثالث التوسل الى الله تعالى بتركه الفاحشة , وقال كل واحد منهم فى اخر دعائه : " اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا مانحن فيه ".
ومن ذلك أن يقول الداعى : اللهم انى اسألك بمحبتى لك ولنبيك محمد صلى الله عليه وسلم ولجميع رسلك وأوليائك ان تنجينى من النار , او يقول : " اللهم انى صمت رمضان ابتغاء وجهك فارزقنى السعادة فى الدنيا والاخره "


6- ان يتوسل الى الله تعالى بذكر حاله , وانه محتاج الى رحمة الله وعونه , كما فى دعاء موسى عليه السلام : ( رب انى لما انزلت الى من خير فقير ) , فهو عليه السلام توسل الى ربه جل وعلا باحتياجه للخير ان ينزل عليه خيرا .
ومن ذلك قول الداعى " اللهم انى ضعيف لااتحمل عذاب القبر ولا عذاب جهنم فأنجنى منهما , او يقول " اللهم انى قد اّلمنى المرض فاشفنى منه " , ويدخل فى هذا الاعتراف بالذنب واظهار واظهار الحاجة لرحمة الله ومغفرتة كما فى قوله تعالى ( ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )


7-التوسل بدعاء الصالحين رجاء ان يستجيب الله دعائهم , وذلك بأن يطلب من مسلم حى حاضر ان يدعو له , كما فى قول أبناء يعقوب عليهم السلام له ( يابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين ) , وكما فى قصة الأ عرابى الذى طلب من النبى أن يدعو بنزول المطر , فدعا صلى الله عليه وسلم  , وكما فى قصة المراّه التى طلبت منه عليه الصلاه والسلام ان يدعو الله لها بأن لاتتكشف , وكما طلب عمر ومعه الصحابة فى عهد عمر من العباس أن يستسقى لهم , اى أن يدعو الله ان يغيثهم بنزول المطر..


فهذه التوسلات كلها صحيحة , لأنه قد ثبت فى النصوص مايدل على مشروعيتها , واجمع أهل العلم على ذلك.  


القسم الثانى : التوسل الممنوع : لما كان التوسل جزءا من الدعاء , والدعاء عبادة من العبادات , كما ثبت فى الحديث " الدعاء هو العبادة" , وقد وردت النصوص الصحيحة الصريحة بتحريم احداث عبادة لم ترد فى النصوص الشرعية , فان كل توسل لم يرد فى النصوص مايدل على مشروعيته فهو توسل بدعى محرم , ومن أمثلة هذه التوسلات المحرمة : 


1- ان يتوسل الى الله تعالى بذات نبى او عبد صالح , أو الكعبة , أو غيرها من الأشياء  الفاضلة , كأن يقول " اللهم انى اسألك بذات ابينا ادم عليه السلام ان ترحمنى "


2-أن يتوسل بحق نبى أو عبد صالح أو الكعبة أوغيرها .


3-أن يتوسل بجاه نبى أو عبد صالح أو بركته أو حرمته أو بحق قبره ونحو ذلك .


فلا يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بشىء من هذه التوسلات , ولذلك لم يثبت فى رواية صحيحة صريحة أن أحدا من الصحابة أو التابعين توسل الى الله تعالى بشىء منها , ولو كان خيرا لسبقونا اليه , وقد نقلت عنهم ادعية كثيره جدا , وليس فيها شىء من هذه التوسلات , وهذا اجماع من اصحاب النبى والتابعين على عدم مشسروعية جميع هذه التوسلات .
وقد حكى اجماع الصحابة والتابعين على ترك هذه التوسلات جمع من اهل العلم , منهم شيخ الاسلام ابن تيميه كما فى مجموع الفتاوى 
وقال الشيخ محمد الشقيرى المصرى فى القول الجلى فى حكم التوسل بالنبى والولى " التوسل بحق النبى أو الولى أو بجاهه أو بركته , او بحق قبره او قبته , وهذا مذموم منهى عنه بلا نزاع "
وقد ذكر الشيخ جيلان العروسى السودانى مايقرب من خمسة عشر دليلا لتحريم هذا التوسل البدعى فى كتاب الدعاء ص 636-647
وقد نص على تحريم هذه التوسلات أو بعضها جم غفير من فقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة , وغيرهم , وفى مقدمتهم أبو حنيفة وصاحبه أبو يوسف , ينظر على سبيل المثال لا الحصر كتاب بداية المبتدى مع شرحه الهداية ومع شرحهما البناية فى الفقه الحنفى : كتاب الكراهية 11\277-281 , صيانة الانسان عن وسوسة دحلان للسهسوانى الهندى ص187-206 ,273 ,274 , الشرك ومظاهره للميلى الجزائرى ص213.
وهذا لايدل على نقص مكانة أو جاه احد من الانبياء أو الصالحين بوجه من الوجوه , ومن ظن ذلك فقد وهم , فمكانة الأنبياء والصالحين كبيرة , وجاههم عظيم , ولكن جاههم منزلة لهم ,خاصة بهم , وهم يشفعون فى حياتهم فى الدنيا وفى الاّخره لمن شاءوا.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية كما فى مجموع الفتاوى 27\133 ,134 : " التوسل الى الله بالنبيين هو التوسل بالايمان بهم وبطاعتهم , كالصلاة والسلام عليهم , ومحبتهم وموالاتهم , أو بدعائهم وشفاعتهم , واما نفس ذواتهم فليس فيها مايقتضى حصول مطلوب العبد وان كان لهم عند الله الجاه العظيم والمنزلة العالية " انتهى 
  وليس هناك مايدل على ان لغيرهم ان يتوسل الى الله بذواتهم او بجاههم , وكذلك لايجوز لأحد ان يقسم على الله فى دعائه بأحد من خلقه , لأن القسم بغير الله لا يجوز اصلا , فكيف بمن يقسم به على الله تعالى , وايضا لا يجوز لأحد ان يسأل الله بحق فلان , لأن الحق لله على العباد , وليس للعباد حق على الله تعالى الا مااوجبه تعالى على نفسه من نصرة المؤمنين ومن عدم تعذيبه للمخلصين , واثباته اهم واستجابته لدعائهم .
قال ابن أبى العز الحنفى فى شرح الطحاوية ص294-297 : " وأما الاستشفاع  بالنبى وغيره فى الدنيا الى الله تعالى فى الدعاء , ففيه تفصيل : فان الداعى تارة يقول بحق نبيك , او بحق فلان , يقسم على الله بأحد من مخلوقاته , فهذا محذور من وجهين : أحدهما : أنه اقسم بغير الله  , والثانى :اعتقاده أن لأحد على الله حقا , ولايجوز الحلف بغير الله , وليس لأحد على الله حق الا مااحقه الله على نفسه , وحقهم الواجب بوعده هو أن لايعذبهم , وترك تعذيبهم معنى لايصلح أن يقسم به , ولا أن يسال بسببه , ويتوسل به , لأن السبب هو مانصبه الله سببا , فكأنه يقول : لكون فلان من عبادك الصالحين أجب دعائى , وأى مناسبة فى هذا وأى ملازمة؟ وأنما هذا من الاعتداء فى الدعاء , وهذا ونحوه من الأدعية المبتدعة , ولم ينقل عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن التابعين , ولا عن أحد من الائمة رضى الله عنهم , وانما يوجد مثل هذا فى الحروز والهياكل التى يكتبها الجهال والطرقية , والدعاء من أفضل العبادات , والعبادات مبناها على السنة والاتباع , لا عن الهوى والابتداع , ولهذا قال أبو حنيفة وصاحباه : يكره أن يقول الداعى : أسألك بحق فلان , أو بحق أنبيائك ورسلك , وبحق البيت الحرام , والمشعر الحرام , ونحو ذلك " . انتهى كلامه مختصرا .
وأنما يجوز التوسل الى الله تعالى بمحبته للأتبياء والأولياء والصالحين , ونحو ذلك من التوسلات الجائزة التى سبق ذكرها .
وليس للذين أجازوا التوسلات البدعية دليل صحيح يعتمد عليه , وقد احتجوا ببعض الأحاديث والاّثار التى فيها الحث على التوسل بجاه النبى صلى الله عليه وسلم أو بجاه غيره من الأنبياء , وانما كلها موضوعة أو واهية , لايعتمد عليها , كما احتجوا بحديث أبى سعيد , والذى فيه التوسل الى الله تعالى بحق السائلين , وبحق المشى الى المسجد , وهو حديث ضعيف , وعلى فرض صحته فان حق السائلين هو الاجابة من الله تعالى وحق المشى الى المسجد هو الاثابه من الله تعالى , والاجابة والاثابة صفتان من صفات الله تعالى , والتوسل الى الله بصفاته من التوسل المشروع كما سبق بيانه , كما احتجوا ببعض الاحاديث الصحيحة , ولكنها غير صريحة فيما ذهبوا اليه من جواز التوسل الممنوع , بل ان اصح الاحاديث التى احتجوا بها يدل على تحريم هذا النوع من التوسل , وهو توسل عمر والصحابة بالعباس رضى الله عنهم , وهذا الحديث يدل على عدم مشروعية هذا التوسل , لانه لو كان جائزا لماعدل عمر عن التوسل بجاه النبى وهو لاريب اعظم من جاه العباس , فدل ذلك على أن التوسل بالفاضل - وهو النبى بعد وفاته غير ممكن , لابدعائه لوفاته , ولابذاته أو حقه أو جاهه لتحريمها , وانما هم توسلوا بالعباس وطلبوا منه الدعاء للسقيا ..


ولما اعرض كثير من المسلمين عن التوسلات الشرعية التى سنها النبى صلى الله عليه وسلم , وقدموا عليها  التوسلات البدعية , فدعوا الله تعالى بما لم يشرعه من التوسل المحرم , وكان بعضهم يذهب الى القبر ويتوسل الى الله بجاه أو بذات صاحب القبر , أدى ذلك بكثير منهم وكثير ممن قلدهم واغتر بفعلهم الى الوقوع فى التوسل الشركى , المخرج من الملة , فأصبحوا يدعون الأموات مباشرة , ويطلبون منهم أن يشفعوا لهم عند الله تعالى 
ولذلك كله ينبغى للمسلم البعد عن هذه التوسلات البدعية التى لم ترد أدلة صحيحة صريحة تدل عليها , والتى أعرض عنها جميع الصحابة والتابعين وجزم بتحريمها جماهير السلف والخلف , وأقل أحوالها عند من يسهل فى أمرها أنها من المشتبهات , ومن ابتعد عن الشبهات فقد استبرأ لدينه , كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم , والمسلم يقدم عليها الأدعية الكثيرة الثابتة فى كتاب الله تعالى وفى سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم وعن صحابته رضوان الله عليهم - فلا يزاحم الأدعية النبوية بهذه التوسلات ولايقدمها عليها , بل السلامـة - فضلا عن رجــاء الاجابة - فى الأعراض عن هذه التوسلات .
ثم انه قد ثبت فى السنة أن هناك أسبابا أخرى كثيرة لاجابة الدعاء ( كاختيار المكان والزمان التى يستحب فيها الدعاء كثلث الليل الاّخير واّخر ساعة فى يوم الجمعة , وحال سجود ) , وثبت فى القراّن والسنة أن هناك أسبابا كثيرة لمغفرة الذنوب , وأن يحصل للانسان مأهمه , فيحقق الله له ما يرجوه من مرغوب ويدفع عنه مايخشاه من مرهوب , ومن أعظم هذه الأسباب تقوى الله تعالى , والاكثار من الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم , فينبغى للمسلم أن يقدمها على تلك التوسلات البدعية... انتهى


واخيرا اسال الله باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه وان ينفعنى به ,  وماكان من توفيق فمن الله وحده وماكان من خطأ او سهو او نسيان فمنى ومن الشيطان والله ورسوله منه براء ... 
   
اكـمل بـارك الله فيـك ... Résuméabuiyad

تابعني على الفيس بوك

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة