Ads 468x60px

-

الخميس، 19 يناير 2012

هل يصح ان شيخ الاسلام ابن تيميه قال"ولو قد شاء الله لاستقرّ على ظهر بعوضة"

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
 
فما ذكر أولاً عن شيخ الإسلام قصة مختلقة ذكرها ابن بطوطة في رحلته المشهورة، حيث زعم أنه شاهد ابن تيمية على منبر الجامع بدمشق يعظ الناس، ويشبه نزول الله إلى السماء الدنيا بنزوله من درجة المنبر، وقد قرر كثير من أهل العلم أن هذه قصة مختلقة لأن دخول ابن بطوطة إلى دمشق كان في التاسع من شهر رمضان عام ست وعشرين وسبعمائة هجرية، وكان سجن ابن تيمية في قلعة دمشق أوائل شعبان من هذا العام إلى أن توفاه الله ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة عام ثمان وعشرين وسبعمائة هجرية، فكيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع وسمع منه، ثم إن حادثة مثل هذه الحادثة تحدث على المنبر في مكان مشهور ومن عالم مشهور ومحسود وله أعداء كثر، ويقول ما لا يسع الناس السكوت عنه، ثم ينفرد بنقل هذه الحادثة- التي تتوافر جميع أسباب نقلها وتواترها- شخص واحد كابن بطوطة أمر يدل على عدم صدق هذا النقل. 
وقد نبه
 الحافظ ابن حجر إلى أن ابن بطوطة -رحمه الله- لم يكتب تفصيل رحلته، وإنما الذي كتبها وجمعها أبو عبد الله بن جزي الكلبي وهو من نمَّقها، وكان الإمام البلقيني يتهمه بالكذب والوضع.
أما ما ذكر ثانياً عن شيخ الإسلام، فليس من كلامه رحمه الله، لكنه نقله في نقض التأسيس عن
 الدارمي -رحمه الله- في رده على بشر المريسي، ولعل من المناسب أن ننقل بعض كلام ابن تيمية الذي قاله -رحمه الله- في نقض التأسيس: قال عثمان بن سعيد الدرامي في نقضه على المريسي وصاحبه: وأعجب من هذا كله قياسك الله بقياس العرش ومقداره ووزنه من صغير أو كبير، وزعمت كالصبيان العميان أن الله أكبر من العرش أو أصغر منه أو مثله، فإن كان الله أصغر فقد صيرتم العرش أعظم منه، وإن كان أكبر من العرش فقد ادعيتم فيه فضلاً عن العرش، وإن كان مثله إذا ضم إلى العرش السموات والأرض كانت أكبر، مع خرافات تكلم بها وترهات يلعب بها وضلالات يضل بها، لو كان من يعمل لله لقطع قشرة لسانه، والخيبة لقوم هذا فقيههم والمنظور إليه مع التمييز كله وهذا النظر وكل هذه الجهالات والضلالات. 
فيقال لهذا البقباق النفاج: إن الله أعظم من كل شيء وأكبر من كل خلق، ولم يحمله العرش عظما ولا قوة، ولا حملة العرش حملوه بقوتهم ولا استقلوا بعرشه، ولكنهم حملوه بقدرته، وقد بلغنا أنهم حين حملوا العرش وفوقه الجبار في عزته وبهائه ضعفوا عن حمله واستكانوا وجثوا على ركبهم حتى لقنوا لا حول ولا قوة إلا بالله، فاستقلوا به بقدرة الله وإرادته، ولولا ذلك ما استقل به العرش ولا الحملة ولا السموات ولا الأرض ولا من فيهن، ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته، فكيف على عرش عظيم أكبر من السموات والأرض، وكيف تنكر أيها النفاج أن عرشه يقله والعرش أكبر من السموات السبع والأرضين السبع، ولو كان العرش في السموات والأرضين ما وسعته ولكنه فوق السماء السابعة، فكيف تنكر هذا وأنت تزعم أن الله في الأرض في جميع أمكنتها والأرض دون العرش في العظمة والسعة، فكيف تقله الأرض في دعواك ولا يقله العرش الذي هو أعظم منها وأوسع. 

وواضح من هذا النقل أن
 الدارمي -رحمه الله- أراد من ذلك الكلام أن الله تعالى غير محتاج إلى العرش، ولا غيره، بل هو سبحانه غني عن العالمين وما سواه فقير إليه، وهو سبحانه فوق العرش، كما دل الكتاب والسنة والأثر والإجماع من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام قبل جهم والمريسي وأضرابهما من أهل البدع والضلال.
والله أعلم.
اكـمل بـارك الله فيـك ... Résuméabuiyad

فصل فى استواء الله على عرشه

الحمد لله وكفى وصلاه وسلام على النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم , الحمد لله الذى أكمل لنا الدين واتم علينا  النعمة وجعل أمة الاسلام خير أمه وارسل اليها رسولا أمينا يتلوا عليم ايات ربهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وبعد:

فهذا فصل فى استواء الله على عرشه

  قال الله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) (الاعراف) , (ان ربكم الله الذى خلق السماوات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا .. )(الاعراف) , (ان ربكم الله الذى خلق السماوات والأرض فى ستة ايام ثم استوى على العرش)(يونس) , ( الله الذى رفع السماوات والأرض بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش)(الرعد), (الرحمن على العرش استوى)(طه) , ( ثم استوى على العرش الرحمن فسئل به خبيرا )(الفرقان) , ( الله الذى خلق السماوات والأرض ومابينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش )(السجدة) , ( هو الذى خلق السماوات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش )(الحديد)

 هذه هى المواضع السبعة التى أخبر فيها سبحانه باستوائه على العرش , وكلها قطعية الثبوت لأانها من كتاب الله , فلا يملك الجهمى المعطل لها ردا ولاانكارا , كما انها صريحة فى بابها , لاتحتمل تأويلا , فأن لفظ " استوى " فى اللغة اذا عدى ب"على" لايمكن أن يفهم منه الا العلو والأرتفاع , ولهذا لم تخرج تفسيرات السلف لهذا اللفظ عن أربع عبارات ذكرها العلامة ابن القيم فى النونية حيث قال : 
                                         فلهم عبارات عليها أربع  :  قد حصلت للفارس الطعان 
                                        وهى استقر وقد علا وكذلك : ارتفع الذى مافيه من نكران
                                       وكذاك قد صعد الذى هو رابع : وأبو عبيدة صاحب الشيبانى
                                      يختار هذا القول فى تفسيره : أدرى من الجهمى بالقـراّن
                                  
 قال ابن سيده: هذا قول أَبي عبيد، قال: وقد حكاه أَبو عبيدة.واستَوى الشيءُ: اعْتَدَلَ، والإسم السَّواءُ، يقال: سَوَاءٌ عَليَّ قمتَ أَو قعدتَ.
وقوله عزَّ وجل: هو الذي خَلَقَ لكمْ ما في الأَرضِ جميعاً ثم اسْتَوَى إلى السماء؛ كما تقول: قد بلغَ الأَميرُ من بلد كذا وكذا ثم اسْتَوَى إلى بلد كذا، معناه قَصَد بالاسْتِواء إليه

وقال الأَخفش: استَوى أَي علا، تقول: استَوَيْتُ فوق الدابة وعلى ظهر البيت أَي علَوْتُه.
واستَوى
 على ظهر دابته أَي استَقَرَّ.
وقال الزجاج في قوله تعالى: ثم استَوى إلى السماء؛ عمَدَ وقصد إلى السماء، كما تقول: فَرغ الأَميرُ من بلد كذا وكذا ثم استَوى إلى بلد كذا وكذا، معناه قصد بالاستواء إليه. قال داود بنُ عليّ الأَصبهاني: كنت عند ابن الأَعرابي فأَتاه رجلٌ فقال: ما معنى قول الله عز وجل الرحمنُ على العرش استَوى؟ فقال ابن الأَعرابي: هو على عرشه كما أَخبَرَ، فقال: يا أَبا عبدِ الله إنما معناه استَوْلى، فقال ابن الأَعرابي: ما يُدْرِيك؟ العرب لا تقول استَوْلى على الشيء حتى يكون له مُضادٌّفأَيهما غَلَب فقد اسْتَوْلى؛ أَما سمعت قول النابغة: إلاَّ لمِثْلِكَ، أَو مَن أَنت سابِقُه سبْقَ الجوادِ، إذا اسْتَوْلى على الأَمَدِ وسئل مالك بن أَنس: استَوى كيف استَوى؟ فقال: الكيفُ غير معقولٍ، والاستِواءُ غير مَجْهول، والإيمانُ به واجبٌ، والسؤالُ عنه بِدْعةٌ  (لسان العرب) انتهى.

فأهل السنة والجماعة يؤمنون بما أخبر به سبحانه عن نفسه من أنه مستو على عرشه , بائن من خلقه بالكيفية التى يعلمها هو جل شأنه , كما قال مالك وغيره الاستواء معلوم والكيف مجهول..
وأما مايشغب به أهل التعطيل من ايراد اللوازم الفاسدة على تقرير الاستواء فهى لاتلزمنا , لأننا لانقول بأن فوقيته على العرش كفوقية المخلوق على المخلوق .
وأما مايحاولون به صرف هذه الاّيات الصريحة عن ظواهرها بالتأويلات الفاسدة التى تدل على حيرتهم واضطرابهم , كتفسيرهم استوى باستولى الى اخر مانقله عنهم حامل لواء التجهم والتعطيل زاهد الكوثرى , فكلها تشغيب بالباطل , وتغيير فى وجه الحق لا يغنى عنهم فى قليل ولا كثير 
وليت شعرى! ماذا يريد هؤلاء المعطلة أن يقولوا ؟! أيريدون أن يقولوا : ليس فى السماء رب يقصد , ولافوق العرش اله يعبد ؟! فاين يكون اذن ؟! 
ولعلهم يضحكون منا حين نسأل عنه ب"أين" ! ونسوا أن أكمل الخلق وأعلمهم بربهم صلوات الله عليه ولاسلامه قد سأل عنه ب"أين" حين قال للجارية " أين الله؟ " ورضى جوابها حين قالت: " فى السماء " وشهد لها بالأيمان , وقد أجاب كذلك من سأله ب : أين كان ربنا قبل خلق السماوات والأرض ؟ بأنه كان فى عماء ... الحديث وهو عند احمد فى المسند وفيه وكيع بن حدس وهو مجهول الحال وبقية رجال الحديث ثقات ..
ولم يرو عنه صلى الله عليه وسلم أنه زجر السائل , ولا قال له : انك غلطت فى السؤال !!.
ان قصارى مايقوله المتحذلق منهم فى هذا الباب : ان الله تعالى كان ولامكان , ثم خلق المكان , وهو الان على ماكان قبل خلق المكان , فماذا يعنى هذا المخرف بالمكان الذى كان الله ولم يكن ؟! هل يعنى به تلك الأمكنة الوجوديه التى هى داخل محيط العالم ؟! , فهذه أمكنة حادثة , ونحن لانقول بوجود الله فى شىء منها اذا لايحصره ولايحيط به شىء من مخلوقاته 
وأما اذا اراد بها المكان العدمى الذى هو خلاء محض لاوجود فيه , فهذا لا يقال انه لم يكن ثم خلق , اذ لايتعلق به الخلق , فانه امر عدمى , فاذا قيل : ان الله فى مكان بهذا المعنى , كما دلت عليه الأحاديث , فأى محذور فى هذا؟!
بل الحق أن يقال : كان الله ولم يكن شىء قبله , ثم خلق السماوات والأرض فى ستة ايام , وكان عرشه على الماء, ثم استوى على العرش , وثم هنا للترتيب الزمانى لا لمجرد العطف . انتهى
اكـمل بـارك الله فيـك ... Résuméabuiyad

تابعني على الفيس بوك

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة